هل الكوميديا اليساسية موجهة للتنفيس ؟

لا شك أن العرب في ذيل قائمة دول العالم من حيث الحرية والعدل والمساواة ، وهذه النقائص وصمة عار في جبين العرب ، و الغريب أن أمريكا تنتقد الحكومات العربية وتطالبها بتغيير سياستها تجاه شعوبها.

رئيس وزراء الأردن السابق طاهر المصري عندما سئل: لماذا تتدخل أمريكا في شأن الحكومات العربية وتطالبها بمزيد من الحريات لشعوبها فأجاب بجرأة قائلا:
أمريكا أحرص على كراسي حكام العرب من الحكام أنفسهم ، لذا هي تطالب بالتنفيس المحدود لإبقائهم على كراسيهم.

تخيلوا معي!! لو قال حاكم عربي لأمريكا سأتنازل عن الحكم بعد تصويت وانتخاب شعبي حر ونزيه ، وسنقيم ديمقراطية حقيقة ، فماذا سيكون رد أمريكا؟
الرد أنها لن تقبل هذا ، لأن الديمقراطية الأمريكية نوعان:
نوع مفصل لها ، ونوع مفصل لنا ، وهذا المفصل لنا ديمقراطية شوهاء ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، و لو أصر الحاكم (رغم أنه من المستحيلات) على التنازل وتسليم الحكم للشعب فستعمد أمريكا إلى اغتياله وتنصيب غيره!!

إذن التنفيس مبدأ للتخدير وإطالة الظلم ، فما هو أخطر أنواع هذا التنفيس؟

هناك مسرحيات عربية كوميدية وأفلام ومسلسلات في سائر الوطن العربي تتكلم في السياسة بجرأة كبيرة تصل إلى انتقاد رؤوس السلطة ، ويقوم بهذا الدور ممثلون كبار ، وعند سماعهم ينتقدون ويعرون السياسة وأهلها يحدث عند المتلقي والمشاهد العربي ارتياح وتنفيس بسبب هذا الكلام الذي فرج عنه قليلا وكأنه أدى عنه رسالة مكاشفة وانتقاد موجهة إلى جناب الحاكم وحكومته.

المواطن العادي لو قال 10% مما يقوله الممثل لزج به في السجن سنين عديدة قد لا يرى النور بعدها ، فهل هذا تأكيد على أن دور الممثل العربي الكوميدي مجرد تنفيس عن الشعوب وتأدية دور للحكام يطيل فترة بقائهم على كراسي الحكم؟